من مؤشرات صحة أي مجتمع وسلامته هو إهتمامه وإحتفائه بالعباقرة والمخترعين والنابغين من أبنائه وتشجيعهم وتحفيزهم وإبداء الفرحة والبهجة بهم والوقوف بجانبهم ومساعدتهم في تحقيق أهدافهم، لأن هذه الشريحة لا يعود نفع تحقق أهدفها على أصحابها فقط، بل يستفيد منها ذالك المجتمع ويمتد أثرها إلى الأجيال القادمة أيضاً.
ولنا في رسول صلى الله عليه وسلم أسوة، فقد أعجب ببراعة خالد وحسن تدبيره في المجال العسكري فوصفه بسيف الله المسلول، وشجع شاعر الإسلام حسان بقوله: اهجهم وروح القدس معك، وأثنى على قراءة موسى الأشعري للقرآن، فقال محتفياً ومشجعاً له: لقد أتيت مزماراً من مزامير آل داوود.
وعليه فإن الإحتفاء بالمبرزين من حفاظ القرآن وقراء الكتاب الكريم أمر لازم ومتحتم على المجتمع كله، وهي مسئولية جميع أفراده، وللإحتفاء بهم صور متعددة نذكر منها:
[] تحسين أوضاع المحفظين والمربين ليتفرغوا للقيام بهذه المهمة الجليلة وهي تحفيظ أبناء المسلمين كلام الله عز وجل وتربيتهم عليه.
[] الثناء على هؤلاء الحفاظ وتشجيعهم وتقديمهم وإنزالهم المكان اللائق بهم.
[] تكريم المبرزين والمتفوقين منهم عبر القيام بالإحتفالات والفعاليات المناسبة لمقامهم.
[] إنشاء المؤسسات والجمعيات القرآنية المتخصصة في العناية بالحفاظ والقراء وخدمتهم.
[] إعطائهم الإمتيازات والمنح الدراسية وإعانتهم في إكمال تعليمهم وتنفيذ مشاريعهم.
[] تقديمهم في وسائل الإعلام كقدوات حقيقية وتوعية المجتمع بفضل تكريمهم والاحتفاء بهم.
إن هؤلاء الحفاظ أوعية لكلام الله عز وجل ودعاة إليه يتلون آياته ويبلغون أحكامه وإن الإهتمام بهم هو تعبير عن إرتفاع منسوب الإيمان وعلوه في قلوبنا.
ومع كل ذلك فإن إحتفاء الله عز وجل بهؤلاء الحفاظ وتكريمه لهم أكبر وأكثر وأعظم بلا شك مما نقدمه نحن، واقرؤوا إن شئتم قوله تعالى: {إن الذين يتلون كتاب الله...} ولا يخالجنا شك في أن ما عند الله خير وأبقى.
الكاتب: حمير الحوري.
المصدر: موقع المختار الإسلامي.